-->
U3F1ZWV6ZTQ3NzczMTE4MTY4X0FjdGl2YXRpb241NDEyMDM1MTUxMTU=
recent
آخر المشاركات

رواية فرانكشتاين في بغداد | وحش الكاتب العراقي أحمد سعداوي الذي تغلب على وحش الكاتبة ماري شيلي



لطالما أحببت القصص و الروايات ذات الطابع الفانتازي ، تلك الروايات التي يصنع فيها الكاتب وحشاً أو عالماً بالكامل غير موجود بحياتنا الواقعية كما حصل في رائعة جورج أر ار مارتن مؤلف سلسلة روايات أغنية الجليد و النار التي تحولت لعمل تليفزيوني تحت مسمى روايته الأولى من السلسلة " صراع العروش " و حقق المسلسل ضجة عالمية .


 لطالما نجحت الفانتازيا دوماً لأننا بطبعنا كبشر نحب كل ما يخرج عن الواقع ، و كانت من أحب الروايات لقلبي من هذا النوع هي رواية فرانكشتاين للكاتبة ماري شيلي التي كتبتها عام 1818 عندما كانت في العشرين من عمرها ، و تحكي القصة عن العالم فيكتور فرانكشتاين الذي قرر الخروج عن حدود الطب الذي يقتصر على العلاج فقط و قرر صنع حياة !



يخرج فيكتور إلى المدافن و المشانق و يبدأ في جمع الأجزاء البشرية التي سيصنع به وحشه البشري ، لفتت هذه الرواية أنظار السينما فقاموا بعمل أفلام مقتبسة مباشرة من الرواية و أفلام استعانوا بالفكرة فقط ، و هذا لأن ماري شيلي فتحت باباً جديداً في عالم الأدب و هي تيمة خلق الوحش التي استعان بها كتاب عدة و من هؤلاء الكتاب كان  الكاتب العراقي أحمد سعداوي .
.
عموماً لا أحب الأعمال المقتبسة من الأعمال الأصلية فالأصل هو الأصل و لا يجب تشويهه باقتباسات تسئ الى الانطباع الأول الذي أخذه القارئ عنه لكن أصابني الفضول لقراءة رواية هذا الكاتب العراقي لما يحمل عنوان روايته اسم فرانكشتاين الذي أكن له معزة كبيرة داخلي و قرأت الرواية و اندهشت من كم الجمال و الاضافة الذي قام به الكاتب في روايته بل و أحبب روايته أكثر من الرواية الأصلية .
.

قصة الرواية 


عن هادي العتاك و هو بائع عاديات من سكان حي البتاويين في بغداد الذي يقوم بجمع بقايا جثث ضحايا التفجيرات الإرهابية خلال شتاء 2005، و يقوم بلصق هذه الأجزاء فينتج كائناً بشرياً غريباً، سرعان ما ينهض ليقوم بعملية ثأر وانتقام واسعة من المجرمين الذي قتلوا أصحاب هذه الأجزاء و أطلق على هذا الوحـش لفظة الشسمه التي تعني الذي لا اسم له .

يقص هادي الحكاية على زبائن قهوة عزيز المصري، فيتضاحكون و يعتقدون أنها حكاية مثيرة وطريفة ولكنها غير حقيقية، لكن العميد سرور مجيد مدير هيئة المتابعة والتعقيب يشك في الموضوع ، فهو مكلف سرياً بملاحقة هذا المجرم الغامض. 

تتداخل مصائر الشخصيات العديدة خلال المطاردة المثيرة في شوارع بغداد وأحيائها، وتحدث تحولات حاسمة ، ويكتشف الجميع أنهم يمثلون بنسبة ما، هذا الفرانكشتاين ، أو يمدونه بأسباب البقاء والنمو حتى تصل النهاية الى شئ غير متوقع على الاطلاق .

جوائز الرواية

فازت الرواية بجائزة البوكر للرواية العربية في عام 2014 ، الرواية تستحق فعلاً ، الوصف المتقن و تسلسل الأجداث و تماسك الحبكة جعلوها كتحفة أدبية يفخر بها تراث الأدب العراقي القادر على احياء جمال أدب بغداد القديم ، بغداد شمس المعرفة و منارة العلم .



اسقاطات الرواية 


عظيمة بالفعل و لم يستخدم أحمد سعداوي تيمة خلق الوجش بغرض ابهار القراء فقط بهذه التيمة بل وجدها فقط قالب مناسب يحتوي قصته و رسالته التي يريد ايصالها و من ضمن الاسقاطات أننا دوماً كعرب بحاجة إلى المخلص الذي نصنعه نحن و نفديه بأرواحنا و لكن في نهاية الرواية يدرك اتباع الشسمه أنه ليس بهذه القوة و أن أجزاءه تتحلل بسرعة فيسارعون بترميم جسده بأي أشلاء سواء كانت أشلاء بريئة أو لأناس مجرمين و هنا تختل فكرة خلق الوحش و يبدأ بالقتل عشوائياً و هذا اسقاط على أننا لا نستطيع تقويم المخلص الذي نتبعه لأن صناعة مخلص جيد صناعة لا تجيدها الشعوب العربية .

تقييم الرواية .

الرواية تستحق القراءة فعلا فهي رواية تصيبك بمختلف المشاعر ، حب الوحش ، الكوميديا السوداء ، بالفعل أبدع أحمد سعداوي في الرواية و هذا ما جعلني ألتفت إلى الأدب العراقي قليلاً ، أتمنى أن تقرأ عزيزي القارئ الرواية لتستمتع أولاً بالسرد الفانتازي الذي تمثل في تيمة خلق الوحش و السرد الواقعي الذي تمثل في مأساة أحداث بغداد .


لمراجعة الرواية شاهد الفيديو 




الاسمبريد إلكترونيرسالة

  • adblock تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ❤️