-->
U3F1ZWV6ZTQ3NzczMTE4MTY4X0FjdGl2YXRpb241NDEyMDM1MTUxMTU=
recent
آخر المشاركات

رواية الخلود | الرواية العظيمة التي استطاعت هدم مبادئ الرواية التقليدية | للكاتب ميلان كونديرا


عندما قرأت رواية الخلود احترت في تصنيفها ، بالطبع هي ليست بالرواية أو بالأحرى هي عمل لا يندرج تحت القوالب المعتادة التي قرأت بها روايات سلفاً .

 قالب هذه الرواية غريب فعلاً و عجيب ، لقد اعتدت الرواية التي تحكي قصة تبدأ من الصفحة الأولى و تنتهي في آخر صفحة ، لكن في رواية الخلود للفرنسي ميلان كونديرا كان الوضع يختلف تماماً .


 فقد قام ميلان هنا و بمنتهى الجرأة برمي كل أسس و مبادئ الرواية التقليدية عرض الحائط و قبل أن يخط سطراً في روايته بنى أسساً جديدة يبني عليها هذا العمل العظيم .

ميلان كونديرا
إضافة شرح

رواية الخلود

رواية لا تمسك بطرف حدث و تجري في مساره لتنهيه ، رواية لا تجعل القارئ يلهث وراءها لكي ينهي الأحداث ، لا ، ميلان كونديرا لم يفعل ذلك و انما صنع رواية تود لو أنها لا تنتهي ، أنت تريد أن تسير ببطء حتى تستطيع تذوق كل سطر و كل كلمة بها ، رواية لا يجب قراءتها في المواصلات بغرض التسلية بل يستلزم الأمر منك كوب قهوة و تجلس في شرفة بيتك وحدك تقرأ و تستمتع بتفاصيلها و أحداثها .

الرواية مقسمة لفصول قد ترى أنها ليست مترابطة للوهلة الأولى لكن ما إن تغوص فيها حتى ستفهم الام يؤول كل ذلك ، انه يؤول الى فكرة الخلود و ليس المقصود هنا هو الخلود الجسدي و لا خلود الأرواح و إنما يقصد هنا خلود ذكراك ، خلودك في صفحات التاريخ .

 و لهذا قد تفهم سر وجود شخصيات مثل بيتهوفن و نابليون و الكاتب الأمريكي ارنست همنجواي و ميلان يوظفهم كشخصيات في الرواية تقوم بينهم أحداث و حوارات لم تحدث في الواقع بل انهم لم يعيشوا أصلا في حقبة زمنية واحدة لكن ميلان جمعهم مع بعضهم و مع شخصيات أخرى من خياله و كلهم يرضخوا لفكرة ميلان عن الخلود .


إن القصة التي تبدو رئيسية ليست رئيسية و هي قصة نورا التي تقع في حب بول بعد وفاة أختها و زوجته و من هنا تندرج أحداث الرواية .


لكن من هو ميلان كونديرا ؟


إن ميلان كونديرا هو فيلسوف و كاتب فرنسي من أصل تشيكي و لقد عاني من طرد بلاده له بسبب انضمامه للحزب الشيوعي و نزح الى فرنسا و طالب هناك بالجنسية الفرنسية بعدما سقطت جنسيته التشيكية ، كونه فيلسوفاً ظهر في طيات سطور الرواية فنجد أنه يحلل لنا خبايا النفس البشرية حتى أنك تقف متعرياً أمامه كمن كشفك فحتماً ستجد نفسك في سطر من السطور .

ميلان كونديرافي هذه الرواية يقدم لنا الكاتب كل ما نشتهيه من حديث حول الانسان و الجمال و الحب و العاطفة و يغوص بك في بعض التاريخ و يذيقك من ملعقة فلسفته ما تطيب به نفسك ، يتحدث عن الموت و الخلود و الفن و الرسم و الشعر .

لكن ميلان يتكلم عن الجنس كطبق منفصل على المائدة التي يقدمه لك ، حتى استخدامه للجنس لا يخدم السياق الدرامي في شيء ، فقط يستخدمه كغيره لأنه يحب أن يستخدمه ، و قد تكون هذه هي السقطة الوحيدة في كتابات كونديرا التي قد تجعل بعض المتحفظين يمتنعون عن القراءة له |.

 لكن على كل حال لم تنقص هذه من فلسفة الرواية و لا غرضها في تقديم كل هذه الأطباق الشهية على تلك المائدة الرائعة التي بسطها أمامنا كونديرا .

لقد كتب كونديرا الكثير من الروايات مثل الجهل و الهوية و الضحك و النسيان و غيرها لكني حتى الآن لم أقرأ له الا الخلود و التي فعلاً جعلتني نهم لقراءة روايات هذا الكاتب الفرنسي الذي هدم بكل جرأة قالب الرواية التقليدي و أخذنا معه في رحلة شيقة استمتعنا بها في كل لحظة .
.
للاستماع الى مراجعة الرواية في هذا الفيديو 


الاسمبريد إلكترونيرسالة

  • adblock تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ❤️