فيلم خيال مآتة | هل فرغت جعبة أحمد حلمي الفنية | علامة استفهام كبيرة حول " خيال مآتة "

أحمد حلمي من النجوم الذين صنعوا لأنفسهم قالباً خاصاً في السينما المصرية و ظل تتطور أدواره في السينما من ممثل مهمش لممثل مسرحي لممثل مساعد كما رأيناه في فيلم عبود على الحدود ، حتى وصل لقمة النجومية باجتهاده الفردي و أصبح نجم شباك تتهافت عليه الجماهير كما أن شريحة كبيرة كانت تعتبر حلمي رقم واحد على الساحة بسبب ابداعته في أفلامه و دعاباته التلقائية و كوميديته النادرة و ظل يصعد عبر أفلامه صايع بحر ، مطب صناعي ، كده رضا ، اكس لارج ، على جثتي ، و كلها أفلام تستحق الاحترام لكن دوام الحال من المحال .

شهدت الفترة الأخيرة اتجاه حلمي للاهتمام بأشياء أخرى كالبرامج و بشكل عام و واضح تكاسل و عزوف حلمي ناحية السينما و كانت آخر أفلامه من "صنع في مصر" و " لف و دوران " بالانتهاء عند خيال مآتة تثير التساؤل : هل فرغت جعبة حلمي الفنية فعلاً ؟! ، هل قدم الرجل كل ما عنده و اكتفى .

فيلم خيال مآتة من بطول أحمد حلمي و منة شلبي و خالد الصاوي و حسن حسني و لطفي لبيب و يعتمد الفيلم على خاصية الفلاش باك حيث يحكي القصة من الوراء للأمام حيث حلمي العجوز يحكي ذكريات شبابه و كيف أوقع باكينام في شرك الزواج .

تلقى فيلم خيال مآتة انتقادات سيئة و أعتقد أن هذه الانتقادات كانت انعكاساً لاستياء الناس من غياب حلمي عن الساحة ثم العودة عبر فيلم أقل من توقعاتهم بكثير كما أن كتابة المبدع عبد الرحيم كمال لهذا الفيلم جعلني شخصياً أتوقع أكثر من ذلك من حلمي و الفيلم بصفة عامة  .

ومن ناحية النقاد، فقد انتقدت الناقدة الفنية ماجدة خير الله فيلم "خيال مآتة " كاتبة عبر صفحتها على الفيس بوك أن اسم الفيلم ليس لطيفاً كما تنتقد حلمي في أنه ضحى بحيويته مقابل تجسيد دور رجل مسن في 80 % من أحداث الفيلم و هذا أبطأ من إيقاع الكوميديا التي كان الجمهور يعتادها من حلمي .

لكن على الجانب الآخر صنف آخرون الفيلم كممتاز و هذا يعود لحب حلمي في قلوبنا و يكفي أننا رأيناه على الشاشة من جديد ، أنا عن نفسي أحب حلمي كثيرا و لذلك أنا أرى الاستياء من هذا الفيلم ما هو الا انعكاس لحب حلمي و انعكاس أيضاً لسقف التوقعات الذي رفعه لنا بأعماله الإبداعية الفنية فيما مضى لكن يبقى السؤال ، هل فعلاً فرغت جعبة حلمي الفنية أم أن الوقت مبكر جداً لقول ذلك ..