هل يجول بخاطرك أن القتال في الحروب يقتصر على الأسلحة النارية أو حتى على أسلحة الدمار الشامل أو النووي و خلافه من الأسلحة المعدنية الثقيلة ، اذن فأنت لا تعرف شيئاً عن السلاح المريح الذي يقضي على العدو بمنتهى البطء ، سلاح المرض ..
قرأت مقالاً للدكتور أحمد خالد توفيق جمع فيه الأمثلة التاريخية التي تضمنت الأوبئة كأسلحة حربية فعالة بين الدول و الأطراف المتخاصمة و ذكر فيه أقدم مثال للحرب بالأمراض و هي الحرب التي قادها جيش التتار حين حاصر ميناء كافا بأوكرانيا و رموه بالمنجنيق و لما نفدت المقذوفات استعملوا الجثث التي مات أصحابها بالطاعون في صفوف التتار و بالفعل بدأ الوباء يزحف من هذه النقطة ناحية العراق و مصر و شمال أوروبا و تكرر الأمر عندما هاجمت روسيا السويد في القرن الثامن عشر و ألقوا جثث موتى الطاعون فوق أسوار مدينة ريفال و لكن هل انتهى الأمر عند ذلك .؟؟. الاجابة هي لا ..
في عام 1763 أرسل اللورد جيفري امهيرست هدايا ثمينة للهنود الحمر و هي عبارة عن بطاطين و لكنها كانت بطاطين مشبعة بداء الجدري ، الرجل كان على خلاف مع سياسة الهنود وقتها لأنهم كانوا يتعاونون من الفرنسيين ضد الحاكم البريطاني لكندا و فيرجينيا اللورد جيفري و كان على وشك الحرب معهم لكنه عدل عن الأمربسبب معرفته بشراسة الهنود في القتال فقرر قتلهم على المدى البطئ بهذه الخدعة البسيطة و تعتبر أنذل خدعة في تاريخ البشرية و لقد أدان التاريخ اللورد جيفري بشدة
هكذا تجد أن في الحرب العالمية الأولى استعملت القوات الألمانية الجمرة الخبيثة و هي عبارة عن جرثومة خطيرة مع الجيش الروسي و أصابوا الماشية في عدة مناطق بداء الرعام و هكذا كانت الحرب البيولوجية في أهمية الأسلحة النارية بل و أكثر من حيث التوفير في المعدات و حيوات البشر التي تقاتل
الأمثلة التاريخية كثيرة جداً كما ذكرها الكاتب لكن هنا كانت نبذة صغيرة عنها و لقد كان لتاريخنا العربي نصيب من هذا الأمر فوثائق الصليب الأحمر تتحدث عم قيام عصابات اسرائيلية باستخدام بكتريا التيفود لتسميم مصادر الماء في عكا على الفلسطينيين و قد قبضت القوات المصرية على عصابات مثل هذه تحاول القيام بهذا العمل
.
الأمر مرعب للغاية ، من يقرأ تاريخ هذه الحروب البيولوجية يرتعب بالفعل ، ألم ترتعب أنت أيضاً صديقي القارئ ..
اضغط هنا لتشاهد مقالات أكثر على مدونة كواليسي