قطار العمر يدهس كل شئ ، اليك شيرلوك هولمز و هو عجوز

من منا يجهل المحقق الشهير شيرلوك هولمز ، أكاد أجزم بمنتهى الثقة أن شخصية شيرلوك هولمز الخيالية أشهر من مؤلفها السيد آرثر كونان دويل الطبيب الاسكتلندي و أقول أيضاً بمنتهى الثقة أن البعض يعتقد في أنها شخصية حقيقية ، و عندما صنعت فيديو على قناتي في منصة اليوتيوب أحكي فيها عن هذه الشخصية جاءني تعليقات من أناس صُدموا من كون هذه الشخصية خيالية .. لذا باختصار من هو شيرلوك هولمز ؟!

صورة لشيرلوك هولمز من الصور المصورة لسلسلة مغامرات شيرلوك هولمز

شيرلوك هولمز - تبعاً لوصفه من قبل السيد آرثر كونان دويل -  هو محقق استشاري ذو امكانيات عقلية عالية يساعد الشرطة في لندن عندما لا يجدون حلولًا للجرائم التي تواجههم. شهير بمهارته في استخدام التفكير المنطقي وقدرته على التنكر والتمويه إضافة إلى استخدام معلوماته في مجال الطب الشرعي لحل أعقد القضايا كما أنه يمتاز بقوة عضلية كافية و ذكاء قتالي ينجيه من مواقف صعبة نتيجة لتهوره و اقحام نفسه في مشاكل لا تنتهي قد تعرض حياته للخطر أحياناً ، تعد شخصية شرلوك هولمز أشهر شخصية لمحقق خيالي على الإطلاق و على حسب وصف مبتكر الشخصية فإن هولمز شخصية متقلبة للغاية فهو مرح ذو حس فكاهي و أحياناً أخرى صامت لا يتكلم .. لطالما استمتعت بروايات و أفلام شيرلوك هولمز المختلفة و يمكنك الاستماع الى قصص مغامرات شيرلوك هولمز من قناتي المتخصصة في روايات شيرلوك هولمز و أجاثا كريستي من هنا

.

بندكت كامبرتش في دور هولمز 

أما الفيلم الوحيد الذي جعلني حزيناً و أنا أشاهد شيرلوك هولمز هو السيد هولمز !

ايان ماكيلين في دور شيرلوك هولمز و هو كبير السن

السيد هولمز ، فيلم بريطاني تم اصداره عام 2015 مبني على رواية لميتش كولن ، يحكي قصة عن العجوز المتقاعد شيرلوك هولمز صاحب الثلاثة و التسعين عام ، و قد أصابه مرض الزهايمر و هو يسعى في الفيلم لتذكر تفاصيل قضيته الأخيرة التي أجبرته على الاعتزال ، الفيلم حزين و كئيب لدرجة كبيرة ، لا نرى فيه هولمز صاحب الدعابة و المرح في التحقيق ، فيلم نرى فيه صديقه واطسون قد ترك هولمز وحيداً لربة المنزل التي تعامله بقسوة بعض الشئ و لا يتبقى لهولمز سوى الطفل ابن المقيمة على أعمال بيت هولمز الذي يعامله جيداً و يتعاطف معه . 

لقد قرأت تقريباً كل أعمال آرثر كونان عن شيرلوك أو على الأقل معظمها ، كلها كانت مليئة بشبابية و حيوية هولمز التي تظهر في دعاباته في التحقيق ، أما هذا الفيلم فوضعني في نقطة صعبة جداً ، انه الوقت الذي يمر فيدهس كل الحيوات و يضعف كل قوة و يقتل الحيوية و يمزق الدعابات و يطرح بالشبابية أرضاً ، لقد أبدع ميتش كولن في روايته هذه رغم أنه سرق الابطال من آرثر كونان . . 
.
اختيار ايان ماكيلين كان اختيارا موفقاً للعب الدور ، دور هولمز الذي دهسته عجلة الزمن ، أخشى أن الزمن سيمر على الجميع و حين يأتي إلى لن أستطيع ايقافه ، أرنولد شوارزنجر العجوز التقط صورة لتمثال له في عز شبابه كان مفتول العضلات فيه و علق قائلاً : كل قوي للزمان يلين . هل سيأتي اليوم الذي يدمر الروماتيزم فيه مفاصلي و لا أقوى على الحركة ، أخشى فعلاً أن يأتي و يضعف نظري و لا أستطيع الكتابة هنا مرة أخرى ، لا أخشى أن أموت من العجز قدر ما أخشى أن أموت من فرط الحنين لأيامي هذه ، أرجو أن يتغمدني الله في رعايته حينها و يترأف بي . .